الــهمــــووووم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

تنتشر في مجتمعاتنا ميول غريبة عجيبة لدى البعض وتتفاوت تلك الميول من شخص لآخر، هذه الميول تتمثّل في أن يعيش الإنسان بـ لا مبالاة وبلا إهتمام بما يجري عليه من هموم ومشاكل لدرجة تجعله لا يسعى إلى حلّ تلك المشاكل. وهنا في هذا الموضوع سأتحدّث عن عكس ذلك.

وهو : كثرة التفكير في المشاكل والهموم بشكل مُبالغ فيه! هل يُعَد ذلك ظاهرة جيّدة ومحمودة ؟ دعونا نتعمّق أكثر لنرى ما هي الأضرار في ذلك؟ ولنرى كيف نتغلّب على هذه الظاهرة السيئة ؟

أولاً (الأضرار) :

الإنسان الذي يعيش دائماً في حزن وهمّ وكأنّه هموم العالم كلّه على رأسه، ذلك الشخص يكون متواجداً مع من حوله بجسمه فقط أمـا عقله فله ما يشغله عنهم، وهذا ما يجعله لا يأخذ ويعطي مع الآخرين بالشكل المطلوب. لأنه يميل إلى الصمت أكثر من ميله للكلام طبعاً هذا أفضل لكن أحياناً لابد من تبادل الكلام بـ ودّ مع الآخرين لتقوية أواصر الأخوّة.

ما هي المشكلة في أن يجلس الإنسان في معظم أوقاته لوحده وما هو تأثير ذلك عليه إجتماعياً وشخصياً؟ طبعاً هناك آثار سيئة .. لأن الإنسان يأنس بالآخرين ويحب أن يكوّن علاقات قوية ويحب أن يكتسب أصدقاء .

كذلك الإنسان الذي يعيش بين الناس وهو لا يكاد يبتسم وفي الغالب تكون آثار الحزن ظاهرة على وجهه ممّا يجعل طباعه يغلب عليها الضَجَر والغَضَب والكآبة فإنّ محبته من قلوب الآخرين ستقلّ تدريجياً، حتى أصدقاءه لن يكونوا بمنأى من ذلك فهم وإن لم يتخلّوا عنه لكنّ عدم مبالاته وإهتمامه بهم له أثر سلبي بلا شك.

لن أكون مبالغاً عندما أقول: عدم الإختلاط بالناس إلا بشكل نادر جداً مع الإحتفاظ بالوجه البشوش معهم والإهتمام بأحوالهم والمبادرة إلى السؤال عن أحوالهم أفضل من التواجد معهم بكثرة لكن بوجه عبوس وبأطباع حادة ! والغريب هو أنّ الظهور بمظهر الكآبة والحزن قد يتغلّب على البعض لدرجة تجعله يعتقد بأنّ ما يفعله هو الصواب، بل وقد يعتقد بأنّ ذلك يجعل له وجوداً إجتماعياً بشكل أفضل.

ثانياً ( ما هو الحل ) ؟

كيف نتمكّن من التَبَسّم والتعامل بروح عالية وأخلاق بالرغم من كثرة المشاكل والهموم لدينا؟ ما هي الطريقة المناسبة للسيطرة على تلك المشاكل التي تشغل تفكيرنا؟

القاعدة التي تجعلنا نبتسم رغم الهموم والمشاكل ونتواصل مع الآخرين بطريقة مثالية رغم ما يحوط بنا من متاعـب تتكوّن من 6 كلمات فقط ! وهي : فكّر التفكير الإيجابي في الوقت المناسب

1) التفكير الإيجابي : لا يمكن أن تخلوا سيارة من ثلاث مناظر، بدون تلك المناظر قد نتسبّب في حادث مروري (لا سمح الله)!

سائق السيارة يحتاج إلى النظر إلى ما ورائه، كما نحتاج نحن إلى التفكير في المشاكل. لكن وكما على السائق أن ينظر إلى الوراء فقط عند الحاجة لكي يسير إلى الأمام بإنتظام فعلينا أن نفكّر في مشاكلنا فقط لكي نعمل على إصلاحها وليس لمجرّد التفكير.

السائق إذا لم يستخدم تلك المناظر أو حتى إذا أساء إستخدامها عن طريق إطالة النظر إلى الوراء لكي يرى شيئاً ما مثلاً فقد يحدث ما لا يُحمَد عُقباه (بعيد الشر). كذلك الأمر بالنسبة إلينا عندما نتجاهل النظر إلى المشاكل التي وقعنا فيها أو حتى عندما نفكّر فيها تفكيراً سلبياً فقد نقع في تلك المشاكل أكثر من مرة بدلاً من تلافيها مستقبلاً وقد نُقصّر في أداء واجباتنا في هذه الحياة.

مثال آخر: لو حصل أحد الطلبة على درجة سيئة في أحد الإمتحانات، فـ لا فائدة من التباكي والندم والإستغراق في التفكير! لا داعي لأن يقول: ليتني ذاكرت الدروس الفلانية! ليتني كثّفت المذاكرة بدلاً من مشاهدة مباراة كرة قدم في تلك الليلة! ليتني لم أخرج من المنزل خلال أيام الإمتحانات! بل ليتني حملت معي (براشيم) لكي أستغلها عندما يبتعد عنّي المراقب !

ليس من الصواب أن يستغرق في ذلك التفكير السلبي وأيضاً ليس من الصواب أن لا يهتم ولا يبالي بما جرى!

2) التفكير في الوقت المناسب: لو حمل أحدهم كأساً من الماء لا يتعدى وزنه 400 جرام وإستمرّ على تلك الوضعية لمدة 3 ساعات كاملة فإنّ يده ستؤلمه! ولو إستمرّ لمدة 24 ساعة فإنّ عليه الذهاب بعد ذلك إلى المستشفى لكي يتعالج!

لماذا تألّمت يده بالرغم من خفّة وزن ذلك الكأس؟ طبعاً سيكون الجواب: لأنه حمله لمدة زمنية طويلة !

نعم وكذلك التفكير في المشاكل حتى لو كانت بسيطة! لو خرج أحدهم من العمل مستاءاً ربّما بسبب شجاره مع أحد زملاءه أو مع المدير، فحتى لو كانت المشكلة بسيطة فعليه أن لا يجعلها تسيطر عليه لمدة زمنية طويلة، عليه أن يفكّر في الطريقة المناسبة لحلّها في الوقت المناسب.

ليس من المناسب أن تكون تلك المشكلة حاضرة في ذهنه إلى حين وصوله إلى المنزل وجلوسه مع زوجته وأولاده فقد يخلق جواً من الكآبة والضَجَر على عائلته بدلاً من أن يكون مصدر السعادة والراحة !

مشاكلنا في العمل أو في المدرسة لا دخل لأصدقائنا فيها ولا ذنب لهم بها لكي نبقى بينهم صامتين مستائين! مشاكلنا مع أحد الأصدقاء لا دخل لوالدتنا بها لكي نتأفف ونرفض تناول وجبة العشاء التي بذلت وقتاً وجهداً لكي تقوم بتجهيزها لنا! ولا دخل لكافة المشاكل في الصلاة لكي نصلّي بلا حضور للقلب وبلا خشوع!

فلنتذكّر :

نحتاج إلى إرادة و وقت لكي نتمكّن من تطبيق تلك القاعدة التي بالأعلى كما هو الحال مع كافة الصفات الطيّبة والأخلاق الحَسَنَة فيما لو أردنا أن تتحلّى بها .. وهذا الكلام أنصح به نفسي أولاً وأكتبه كـ تذكير لكم.

إذ وعلى سبيل المثال: لكي يتخلّص أحد الأشخاص من حدّة مزاجه وكثرة غضبه ولكي يكون حليماً فـ عليه أن يُمارس فعل الحِلم أولاً، وثانياً وبعد تكرار الحِلم سيتحوّل ذلك الفعل إلى صِفَة، والأكبر من ذلك وبعد أن يحافظ على تلك الصفة سيصبح الحِلم جزء لا يتجزّأ منه، حيثُ سيتحوّل الفعل إلى صِفَة وستتحوّل الصِفَة إلى سجيّة.

الماء الساخن عندما نضعه في الثلاجة سيأخذ وقتاً لكي يكون بارداً، وبعد أن يكون بارداً سيأخذ وقتاً لكي يتجمّد ويكون ثلجاً .. وبعد أن يتجمّد ستكون البرودة هي سجيّته التي لا تنفصل عنه، قد نقول الماء الساخن أصبح بارداً، وقد نقول الماء البارد أصبح ثلجاً، لكن لا يمكن أن نقول الثلج أصبح بارداً لأن الثلج والبرودة لا ينفصلان عن بعضهما البعض. كذلك هو معنى السجيّة !

ثالثاً ( دعوة للمشاركة ) :

ما هي آرائكم بخصوص هذه الظاهرة ؟
وهل تقترحون حلول أخرى ؟
وهل تعرفون تجارب أو أمثلة أو أفكار لها صلة بهذا الموضوع تحبون طرحها ؟

آآآآآآهــ من الهموم

موضوع جدا رااااااائع ياجميل واشكرك جدا ع المجهود الجيد

للأسف يعجز لساني عن التعبير لهذا الموضوع

آتمنى منك المزيد>>>>>>>>

الـرآئع مرورك

يعطيك العافيه